عماد الصابر : جماعة الإخوان .. السبب الرئيسى وراء نكبة 1948
مفاجآت عماد الصابر .. فى "الإخوان والنكبة سنوات الخيانة والثورة": جماعة الإخوان .. السبب الرئيسى وراء نكبة 1948
قراءة: على رجب
"بالأدلة والوثائق وشهادة الشهود.. الإخوان
المسلمين السبب الرئيسى وراء نكبة 1948 وهزيمة الجيوش العربية فقد كان هدفهم إنهاك
الجيش المصرى حتى يصبحوا هم القوة الوحيدة فى مصر ويتحقق لهم الحلم الذى خططوا له من
البداية.. وكل الوثائق المصرية والأجنبية لم ترصد عمليات قتالية لعناصر من الإخوان
المسلمين ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضد "إسرائيل" توقفت كثيرًا أمام هذه العبارات
التى وردت مؤخرًا فى كتاب "الإخوان والنكبة - سنوات الخيانة والثورة" أحدث
كتب الكاتب الصحفى "عماد الصابر" الصادر عن دار ابن رشد.
الكتاب يحوى شهادات حية لعناصر الثورة موثقة فيما
بين عامى ١٩٤٨ - ١٩٥٢ وهو عبارة عن مذكرات ورسائل مكتوبة بخط اليد قدمها وسرد أحداثها
البكباشى "جلال ندا" الملقب بـ (الشهيد الحى) وفند معلوماتها التى عاصرها
بنفسه وعاش أحداثها ووثقها ووضعها بين يدى عماد الصابر راويا كل ما حدث فى تلك السنوات
بداية بحرب فلسطين ٤٨ وما نتج عنها من رغبة فى قلب نظام الحكم فى مصر مرورًا بأسرار
قيام تنظيم الضباط الأحرار الذى قاد الثورة التى غيرت النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية
فى مصر وصولًا إلى الصرعات داخل التنظيم نفسه وفى القلب منها الصراع الشهير بين جمال
عبدالناصر ومحمد نجيب ويكشف أسرار تنظيم الإخوان وحقيقة علاقته بحرب فلسطين ودوره فى
الهزيمة.
الكتاب يقع فى ١٥٣ صفحة كاشفًا الكثير من الحقائق
والأسرار التى لم تنشر حتى اليوم، بالإضافة إلى العرض الشيق للمؤلف وما عرف عنه من
حيادية وتجرد فى كشف الحقائق.
وقد ترأس الكاتب الصحفى عماد الصابر تحرير جريدة
الكرامة وقاد العمل بالعديد من الجرائد المعرفة كالصباح والبوابة وغيرها كما صدر له
العديد من الكتب والمؤلفات الأخرى التى تضرب بيد من حديد على الفاسدين وتكشف فسادهم
وتفضح جرائمهم وسلبياتهم وكذا احتكاراتهم التى أضرت بالاقتصاد المصرى من خلال الأرقام
والمعلومات الوافية وبعبارة سهلة واضحة عبر سرد واف وتفنيد وعرض هادف وموثق.
الراحل البكباشى جلال ندا أو كما يحب أن يلقب رحمه
الله بطل مصر "حصن عراق سويدان" هو صاحب المذكرات الذى استودعنى الكثير من
أوراقه. وكما قال لى أنها كل ما لدى بعد أن أخذ زملاء لك بقيتها ثم النهاية تكون خبرًا
ربما لم أتحدث فيه جلال ندا وصفه القريبون منه بذاكرة حرب فلسطين. حيث يتذكر كل يوم
ليس بما حدث فيه لكن بالتاريخ دقيقة بدقيقة.
ويقول الكاتب: فى البداية كان الهدف هو نشر مذكرات
البكباشى جلال ندا باعتباره شاهدًا على ما حدث فى حرب فلسطين عام 1948، إلا أن ما جاء
بها حفزنا على البحث فيما وراء الأحداث التى ذكرها، خاصة فيما يتعلق باللواء أحمد المواوى
القائد العام للقوات المصرية فى هذه الحرب، ومن ثم كان الحوار الذى دار بين "ندا"
وبينه تحولًا كبيرًا من السرد العاطفى للمذكرات إلى التحقيق الذى يهدف للبحث عن الحقيقة
الكامنة خلف ما جاء به، فكانت المفاجأة التى عمل الإخوان لمدة طويلة على طمسها ومن
ثم كتابة التاريخ لمصلحتهم ومصلحة الجماعة، وإظهارها وأفرادها بمشهد الأبطال الذين
كافحوا وحاربوا طويلًا من أجل القضية الفلسطينية، فيما الواقع يؤكد أنهم عملوا فقط
لصالح المحتل الغاصب سواء كان بريطانيا أو صهيونيًا، بهدف وحيد هو أن تظل الجماعة هى
القوة الوحيدة ليس فى مصر فقط لكن فى العالم الإسلامى كله، ومن المنتظر مشاركة الكتاب
بين كتب دار النشر فى معرض الكتاب المقبل.
الغريب هو أن ما ظهر فى شهادة جلال ندا وحواره مع
اللواء المواوى ثم شهادة اللواء محمد رفعت وهبة ثم ما جاء فى فيلم وثائقى عن عبدالعزيز
حول اللواء المواوى جعلنى أشير إليه بعلامات الاستفهام المصحوبة بالتعجب خاصة أنه كان
صوتهم الذى ارتكنوا إليه فى إدعاءاتهم بمشاركة قوات منهم فى حرب 1948 ليتبقى سؤال بالغ
الخطورة وهو هل تسبب المواوى برفضه خطة البطل أحمد عبدالعزيز لإحتلال القدس ومن ثم
استشهاد الأخير أثناء عودته لإبلاغ القيادة وقوع الهزيمة؟ حيث كانت المفاجأة أن المواوى
شهد أكثر من مرة أمام المحاكم المصرية. وتضمنت شهادته كل ما هو لصالح جماعة الإخوان
ضد الدولة التى كانت تحاكم أفرادً منها.
واللواء أحمد على المواوى قائد القوات أثناء المعارك
رفض- كما قال اللواء محمد رفعت وهبةـ خطة البطل أحمد عبدالعزيز بل واختلفا اختلافًا
شهد عليه أعضاء القيادة العامة وقتها. حتى أن المواوى طرد وهبة عندما حاول الدفاع عن
خطة عبدالعزيز وهنا كان يجب أن نتساءل هل من أساليب الإخوان أن يختلف إثنان منهم على
شئ وكلنا يعلم أن العضو لا يتصرف إلا بأوامر مكتب الإرشاد وهو أمر يحدث منذ تأسيس الجماعة
عام 1928 إذن تصرف المواوى لا يمكن إلا أن يكون راجعًا إلى تعليمات صدرت من مكتب الإرشاد.
وهى إجابة ستبدو ربما ليا للحقائق فى نظر البعض لكننا نطالبهم بالصبر حتى ننتهى من
سرد الأدلة على ما نقول.
واختلف عبدالعزيز والمواوى وانتهى الخلاف إلى شيئين
مختلفين حيث استشهد الأول فى ظروف غامضة حتى الآن فيما اثبتت الأحداث أن الثانى كان
مخطئًا إلى الحد الذى يمكن معه القول أنه تسبب فى الهزيمة كما أن المعارك اثبتت أن
المواوى كان متخبطًا فى قراراته العسكرية وكأنه كان مبرمجًا على هذه الأخطاء ومنها
مارواه اللواء عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر فى مذكراته
عندما قال: "مع مرور الأيام بدأنا نشعر بشئ من الضيق من ضعف قيادة المواوى بسبب
كثرة التردد والتضارب فى إعطاء الأوامر. فكان يعطى أمرًا بإحتلال محور ثم يعيد القوات
لأوضاعها قبل الإحتلال ثم يعطى أمرًا بالهجوم على نقطة ثم أمرًا آخر بالانسحاب. ينتهى
حديث اللواء عبدالمنعم خليل بينما علامات الاستفهام تقترب من اجاباتها التى ستوضح فيما
هو آت طبيعة الدور الذى قام به المواوى فى الحرب ونتائجه.
ومن الأدلة أيضا ما قاله د.شريف أمير المتخصص فى
القانون الدولى والجغرافية السياسية للشرق الأوسط فى ترجمة كتابه عن اللغة الفرنسية
بعنوان "التاريخ السرى للإخوان المسلمين" قالوا: سوف نرسل 10 آلاف فرد للقتال
وطلبوا التسليح وحصلوا على التسليح بالفعل من الداخلية وذهبوا إلى غزة ولكن لم تطلق
رصاصة واحدة. فكل الوثائق المصرية والأجنبية لم ترصد عمليات قتالية لعناصر من الإخوان
المسلمين. فماذا كانت النتيجة؟ الهزيمة كما دونها التاريخ ويحمل أوزارها الواقع الحالى
فى الأرض المحتلة.
ويقول الصابر: هنا فقط تأكدت أن المواوى كان مزروعًا
داخل الجيش المصرى لهدف كان خفيًا ثم أوضحه الباحث شريف أمير بقوله: كانوا يهدفون لإنهاك
الجيش المصرى حتى يصبحوا هم القوة الوحيدة فى مصر ويتحقق لهم الحلم الذى خططوا له من
البداية. إلا أن النتائج لم تقع على مصر وحدها بل سقطت على رأس الأمة العربية عامة
وعلى رءوس الفلسطينيين خاصة.
ويضيف وجدت أيضًا تقريرًا سريًا ورد فى كتاب
"الإخوان فى ملفات البوليس السياسى- لشريف عارف" أعده قسم الدعاية الشيوعية
التابع للمفوضية الروسية التى كانت تعمل فى مصر. ومما جاء فيه: إن الخلايا الشيوعية
فى القطر المصرى تراقب حاليًا نشاط الإخوان المسلمين بدقة وقد ثبت من التقارير التى
قدمتها بعض الخلايا أن شُعب الإخوان بدأت تتسلح بطريقة داخلية بحتة تحت أنظار رجال
الإدارة.
وأن أسلحة كثيرة يحتفظ بها أفراد هذه الشُعب تحت أيديهم منتظرين الفرصة المناسبة
للقيام ضد العناصر الأخرى حكومية كانت أو غير حكومية. وأن هناك اتصالات كثيرة بين الإخوان
ونواب مكتب الإرشاد المنتدبين لبعض المناطق الإخوانية تمت تنفيذًا لتعليمات مندوبى
السفارة البريطانية وذلك لإحداث نوع من الشغب الداخلى بين أفراد الأمة وتهيئة الجو
لقبول بعض المبادئ الثورية الشاذة ضد النظام الحاضر. وعدم تمكين العناصر الشيوعية من
التغلغل فى الوصول إلى نتائج تساعدهم على النجاح.
يعود الكاتب ليقول: الوثيقة التى أوردها شريف عارف
جعلتنا نعود بالذاكرة إلى ما كُتب عن نشأة الجماعة من رحم الإحتلال الإنجليزى ولعل
القارئ الكريم يتذكر ما كتب عن مبلغ الـ 500 جنيه استرلينى التى مثلت مهد النشأة فى
الإسماعيلية التى كان اختيارها لينشأ المولود القبيح بجوار الأم فى معسكرات الإحتلال
بمنطقة القناة.
كذلك لابد من تذكر ما كتبه المؤرخون حول أن الحرب العربية فى فلسطين
وتدخل القوات النظامية كانت هدفا انجليزيًا صرفًا نصفه هزيمة الجيش المصرى. ومن ثم
تكون ذريعة استمرار الإحتلال فى التواجد فى مصر بهدف حماية قناة السويس بحجة عدم قدرة
الجيش المصرى المهزوم على حمايتها.
كما يكشف الكاتب كيف كانت قيادة البطل أحمد عبدالعزيز
للفدائيين؟، وعن الهدنة التى خربت التاريخ المعاصر للعرب، وتسببت فى هزيمتهم بالشكل
الذى يؤرخ له المؤرخون باعتبارها النكبة العربية، ودور الإخوان المسلمين فى هذه الهزيمة؟،
وخطة القائد عبدالعزيز لإحتلال القدس، ونتيجة رفض القيادة لها؟، وبعدها نستمع لشهادته
عن بدء تشكيل تنظيم الضباط الأحرار، وكيف تشكلت علاقة محمد حسنين هيكل بعبدالناصر؟،
ثم الحوارات التى أجراها مع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، وتحقيقنا لكثير مما ورد فيها،
لنصل إلى ذهاب السادات إلى القدس، ورأى المعاصرين لعهده فى هذه المبادرة.


ليست هناك تعليقات