الديار ترصد علاقة الدولة العثمانية مع التنظيمات الإرهابية
الديار ترصد علاقة الدولة العثمانية مع التنظيمات الإرهابية
مقاتلى تنظيم "داعش" يملكون تأشيرات
دخول تركية على جوازات سفرهم.. وأشرطة صوتية تؤكد تقديم تركيا المساعدات المالية والعسكرية
لتنظيم القاعدة
محمد هانى عبد الوهاب
وبدا واضحا ولا يخفى على احد، حجم العلاقة
التى تربط بين تركيا "الأردوغانية" وتنظيم الدولة الإسلامية، فى العراق وسوريا،
بعد التصريح الذى أدلى به الرئيس التركى السابق، عبد الله جول، وقال فيه إن تنظيم داعش
حركة سياسية لا دينية، مؤكدا أن هذا التنظيم "لا يمكن أن يشكل تهديدا أيديولوجيا
لتركيا على الإطلاق".
وقد شابت علاقة أنقرة وتنظيم داعش المتطرف
الكثير من الغموض، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضى سوريا والعراق
الملاصقة لتركيا، ووجه الغرب إتهامات لأنقرة بصرف النظر عن المسلحين الذى يعبرون حدودها
للالتحاق بصفوف داعش.
ورفضت الحكومة التركية الانضمام للتحالف الدولى
الذى بدأ عملياته ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة فى سبتمبر 2014، وتذرعت بعدم المشاركة
بوجود رهائنها فى قنصلية الموصل فى قبضة التنظيم المتطرف.
ورغم الإفراج عن رهائنها، رفضت تركيا المشاركة
فى التحالف لضرب داعش سواء فى سوريا أو العراق. وكانت تصريحات المسئولين الأتراك تشكك
دوما فى حقيقة تنظيم داعش ومن يقف وراءه.
وتبادلت أنقرة الاتهامات مع الغرب بشأن المسئولية
عن انضمام مئات الشباب القادم من الغرب لداعش فى سوريا، فالغرب يتهم حكومة تركيا وأردوغان
بغض الطرف عن عبورهم بسهولة إلى سوريا، وأنقرة تتهم الغرب بعدم التعاون الأمنى معها.
وأهمل الأمن التركى ملاحقة أفراد التنظيم المتطرف
فى البلاد، على قاعد أن داعش لم يلحق أضرارا بتركيا، ولم يخطر ببال المسئولين أن المقاتلين
الأتراك فى داعش قد يعودوا ليشكلوا خطرا على بلدهم، رغم التحذيرات التى أطلقتها المعارضة
التركية.
حيث قال مسئولون فى الحكومة البريطانية لبى
بى سى إن التقارير التى تفيد بأن تركيا تبادلت جهاديين بريطانيين سجناء لديها بدبلوماسيين
أتراك كانوا محتجزين لدى داعش فى الموصل تحظى"بالمصداقية".
وهكذا، شرّعت أنقرة الحدود التركية السورية
للمقاتلين الأجانب للتدفق إلى سوريا، ومنها إلى العراق لاحقا. سلّحت وموّلت وسهّلت
تنقل الجهاديين عبر مناطقها الجنوبية المفتوحة على الشمال السورى ولم يعدّ هناك شكّ
من أنه لولا تلك المساعدة، لما تمتّع تنظيم «داعش» بالقوة التى مكّنته من الإستيلاء
على تلك المساحة الشاسعة بين سوريا والعراق.
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الولايات
المتحدة وحكومات أوروبية، حثّت تركيا على ضرورة إيقاف المقاتلين الذين يعبرون إلى سوريا،
غير أن أنقرة لم تبد رغبة جدية فى مواجهة الجهاديين، وظلّ مسئولون فيها مصرّين على
أنه «يصعب التفريق بين الحجّاج الآتين إلى تركيا وبين الجهاديين».
ويؤكد أعضاء من البرلمان التركى أن الحكومة
ما زالت تدعم الجهاديين بتسهيل سفرهم عبر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، وتوفير
شاحنات أسلحة لهم، وتقديم الرعاية الصحية فى مستشفيات الدولة التركية للمحاربين الجرحى.
وقد كتب هؤلاء للرئيس المنتخب أردوغان ولداوود أوغلو يطلبون تفسيرا رسميا للعلاقات
الحكومية مع داعش إلا أن الحكومة لم تجبهم.
في ذات السياق، يعدّ التقرير الذى نشرته شبكة
cnbc، وأعدّه ديفيد ل. فيليبس،
مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان فى جامعة كولومبيا، من أكثر التقارير المثيرة
للاهتمام حول العلاقة الخفية بين تركيا، وبالتحديد الجانب «الأردوغانى» الإخوانى، وتنظيم
الدولة الإسلامية.
ويشير فيليبس فى هذا البحث، إلى أن أعضاء فى
البرلمان التركى وشخصيات بارزة، التقاهم خلال زيارته إلى تركيا، ألمحوا إلى وجود علاقة
مشبوهة بين مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية وتنظيم الدولة الإسلامية.
حيث يرى محللون أن تصميم تنظيم «الدولة الإسلامية»
على السيطرة على مدينة كوباني، رغم الضربات الجوية المكثفة، التي وجهتها له قوات التحالف
الدولى، مردّه إدراك التنظيم للأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة، وأيضا مردّه الدعم
التركى للتنظيم.
ولم يكن خفيّا، أن أنقرة فتحت منذ احتدام الصراع
فى سوريا، أبوابها لمختلف المجموعات المعارضة المعتدلة والمتشدّدة. ومع ظهور بوادر
ضعف جماعة الإخوان المسلمين، كقوة معارضة، وفشلها فى تغيير مجرى الأحداث على غرار ما
حدث في مصر وتونس قبل حوالى أربع سنوات، قرّر رجب طيب أردوغان، الذى كان وقتها رئيسا
للحكومة التركية ومأخوذا بحلم بسط النفوذ الإخوانى فى منطقة الشرق الأوسط، التوجّه
إلى الجناح الدموى المتطرّف، الذى سيساعده على الثأر من العراقيين إلى جانب تحويل وجهة
الصراع فى سوريا من ثورة سلمية لإسقاط النظام إلى حرب مسلّحة.
وهكذا، شرّعت أنقرة الحدود التركية السورية
للمقاتلين الأجانب للتدفق إلى سوريا، ومنها إلى العراق لاحقا. سلّحت وموّلت وسهّلت
تنقل الجهاديين عبر مناطقها الجنوبية المفتوحة على الشمال السوري ولم يعدّ هناك شكّ
من أنه لولا تلك المساعدة، لما تمتّع تنظيم «داعش» بالقوة التى مكّنته من الاستيلاء
على تلك المساحة الشاسعة بين سوريا والعراق.
وحسب تقرير نُشِرَ فى صحيفة "جمهورية"
من قبل "فؤاد أفنى"، المغرد التركي البارز على شبكة تويتر، كشف التقرير عن
تحقيق فساد مرفق معه أشرطة صوتية، تؤكد بأن تركيا قدمت المساعدة المالية والعسكرية
للمجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة. كما تحتوى التسجيلات على مقاطع يقوم
فيها أردوغان بالضغط على الجيش التركى للمشاركة فى الحرب داخل سورية، حيث طلب أردوغان
من حقان فيدان، رئيس الاستخبارات التركية (MIT)، أن يُقَدِمَ تبريراً لمهاجمة
سوريا.
كما قال حقان فيدان، لـ رئيس الوزراء التركى،
أحمد داوود أوغلو، وياسر جولر، أحد كبار مسئولى الدفاع، وفريدون سينير أوغلو، أحد كبار
مسئولى الشئون الخارجية، بأنه "إذا ما دعّت الحاجة سأقوم بإرسال أربعة رجال إلى
سوريا، وسأشكل تبريراً للدخول إليها عن طريق إطلاق ثمانية صواريخ إلى الداخل التركى،
بعدها سأقوم بمهاجمة ضريح سليمان شاه".
كما ظهرت على الساحة، وثائق تُظهر بأن الأمير
السعودى بندر بن سلطان، قام بتمويل عملية نقل الأسلحة إلى تنظيم "داعش"،
عبر تركيا. حيث غادرت شحنة الأسلحة من ألمانيا
وأنُزلتْ فى مطار Etimesgut التركى، حيث تم تقسيم الشحنة إلى ثلاث حاويات، اثنتان
منها أُرسلتا إلى تنظيم "داعش"، والثالثة إلى غزة.
وفقاً لصحيفة راديكال التركية فى العدد الصادر
بتاريخ 2014، فإن وزير الداخلية التركى السابق مُعمر جولر، وَقَعَ تعليمات عسكرية يقول
فيها "انسجاماً مع مكاسبنا الإقليمية سوف نساعد تنظيم جبهة النصرة ضد حزب الاتحاد الديمقراطى PYD، الفرع السورى لحزب العمال
الكردستانى PKK ضمن حدودنا، حيث أن محافظة هاتاى تشكل موقعاً استراتيجياً
لعبور المجاهدين إلى سوريا، دَعمُنا للتنظيمات الجهادية سوف يزداد، كما سنقوم بتدريبهم
ورعايتهم صحياً، بالإضافة إلى تأمين عبورهم الأمن من هاتاى، حيث ستقوم وكالة الاستخبارات
التركية (MIT)، بالعمل والتنسيق مع مجلس الشئون الدينية على تأمين وسائل الراحة
والسكن للمقاتلين ضمن المساكن العامة".
وحسب تقريرٍ نشر مؤخراً فى جريدة (Daily
mail) البريطانية،
حيث يتحدث عن مقاتلين أجانب ذهبوا عن طريق تركيا وانضموا إلى تنظيم "داعش"
فى سوريا والعراق، لكن تركيا لم تمنعهم ولم تحاول إيقافهم.
هذا التقرير يصف كيفية دخول المقاتلين الأجانب
وبشكل خاص سكان المملكة المتحدة، الذين يذهبون إلى سوريا والعراق عبوراً بالحدود التركية،
حيث أنهم يسمون تلك الحدود بـ"بوابة الجهاد".
أما الجيش التركى فيقوم بغض البصر ويسمح لهم
بالدخول أو يقوم الجهاديون بدفع مبلغ قليل لا يتجاوز الـ 10 دولارات لحرس الحدود كى
يسهلوا عبورهم.
كما حصلت شبكة أخبار سكاى نيوز البريطانية،
على وثائق تكشف تورط الحكومة التركية، حيث أنها خَتَمَتْ جوازات سفر خاصة بمقاتلين
أجانب يريدون العبور إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "داعش".
أما شبكة الـ BBC، فإنها قابلت عدد من القرويين
الذين يسكنون بالقرب من الحدود السورية، حيث قالوا بأن الحافلات التى تقل الجهاديين
تسير ليلاً وبسرعة كبيرة باتجاه سوريا والعراق لمحاربة المقاتلين الكرد وليس لمقاتلة
الجيش السورى.
ووفقاً لمسئول مصرى رفيع المستوى، حيث صرح
بأن "المخابرات التركية تقدم المعلومات والصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية
إلى تنظيم داعش".
وأعلنتْ منظمة (IBDA-C) العسكرية الإسلامية التركية
تعهدها بتقديم المساعدة لتنظيم "داعش"، فى تصريح صدر خلال اكتوبر 2014، من
جانبٍ أخر أوحى أحد قيادى تنظيم "داعش" والذى تربطه علاقات متينة مع تركيا،
قائلاً "تركيا مشاركة ومتورطة فى كل ما يجرى" وأضاف القيادى "هنالك
10000 مقاتل من تنظيم الدولة سيأتون إلى تركيا".
فى سياق متصل وخلال إحدى الاجتماعات، ادعى
أعضاء من حزب الدعوة الحرة، وهو حزب سياسى كردى سنى أصولى ويعرف باسم "الهدى"،
بأن المسئولين الحكوميين الأتراك ينتقدون تنظيم "الدولة الإسلامية" ولكنهم
فى الحقيقة متعاطفين مع التنظيم. كما ادعى عضو من حزب الاتحاد الكبير (BBP)، وهو حزب قومى إسلامى، بأن
مسئولى حزب الحركة القومية MHP، يقتربون من القبول بتنظيم "الدولة الإسلامية". خلال الاجتماع
بات مؤكداً أن مقاتلى تنظيم "الدولة الإسلامية" يأتون إلى تركيا بشكل مستمر
لأخذ قسط من الراحة بعيداً عن أجواء العمليات العسكرية.ويضيف أعضاء حزب (BBP) بأن تركيا ستواجه ثورة إسلامية
ويجب على الأتراك أن يكونوا مستعدين للجهاد.
ونَشَرت وسيلة إعلامية تدعى (Nuhabe)، مقطعاً مصوراً تَظْهرُ
فيه قوافل عسكرية تركية تحمل أسلحة ثقيلة كالدبابات وذخيرة متنوعة تتحرك بحرية رافعة
علم تنظيم "داعش" فى منطقتى جرابلس وقرقميش خلال عبورهم الحدود فى الـ
2014، وكانت الدبابات تحمل كتابات باللغة التركية.
وفى نفس السياق صَرَح صالح مسلم، رئيس حزب
الاتحاد الديمقراطى (PYD)، مُدعياً بأن 120 مقاتل من تنظيم "داعش"، عبروا الحدود
من تركيا إلى سوريا خلال أربعة أيام فى 2014.
وفقاً لمقال كُتِبَ من قبل أحد قياديى قوات
حماية الشعب (YPG)، فى صحيفة نيويورك تايمز فى عام 2014، يقول القيادى "تركيا تسمح
بحرية العبور لمقاتلى تنظيم "داعش" مع معداتهم عبر الحدود". أما تقرير
قناة (Diken) التركية، فإنه يقول "مقاتلو تنظيم "داعش" عبروا الحدود
من تركيا إلى سوريا عبر خطوط السكك الحديدية التركية والتى ترسم الحدود بين البلدين،
العبور كان يتم أمام أعين الجنود الأتراك، عند دخول مقاتلى التنظيم إلى سوريا وتمت
مواجهتهم من قبل قوات حزب الاتحاد الديمقراطى (PYD) التى أوقفتهم".
كما ذكر قيادى كردى فى مدينة كوبانى بان مقاتلى
تنظيم "داعش"، يملكون تأشيرات دخول تركية على جوازات سفرهم. مضيف أن الكرد
يحاولون الدخول والانضمام إلى المعركة فى كوبانى لَكنهم جوبهوا من قبل قوات الشرطة
التركية فى بلدة سروج على الحدود مع كوبانى. كما نَشَرت قناة (Oda
TV)، صورة
فوتوغرافية يَظهرُ فيها أحد الجنود الأتراك مع مقاتلين أصدقاء له ضمن صفوف التنظيم.
وتقوم إحدى المؤسسات المشرفة على الضمان الاجتماعى
فى تركيا باستعمال شعار تنظيم "داعش" خلال مراسلاتها الداخلية.
كما يُذكر أنَ بلال أردوغان، نجل الرئيس التركى
رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى مسئولين أتراك، يجتمعون مع مقاتلى تنظيم "داعش"
بشكل مستمر.






ليست هناك تعليقات