«السوشيال ميديا».. سلاح النشطاء البتار
إعلام جديد.. بديل.. ومؤثر
«السوشيال ميديا»..
سلاح النشطاء البتار
أشـــرف شــتيوى
إعلام المجتمع،
الإعلام البديل، بل أطلق عليه البعض بأنه سحب البساط من الصحافة وأصبح هو السلطة
الرابعة، وقال عنه آخرون إنه السلطة الخامسة، وذلك لتأثيره الكبير فى حياة الناس
وفى السلطة أيضا، انها مواقع التواصل الاجتماعى أو "السوشيال ميديا"
التى أصبح لها أكبر الأثر فى المجتمع فى الفترة الأخيرة خاصة منذ ثورة الخامس
والعشرين من يناير وحتى الآن، فشبكات التواصل الاجتماعى ساهمت وكانت سببا مهما فى
سقوط نظامين هما نظام مبارك، وأيضا نظام الإخوان.
وامتد أثر السوشيال
ميديا على الوزراء والمحافظين وأيضا الإعلاميين وبرامجهم، فتسسببت فى إقالة وزيرى
عدل هما محفوظ صابر واحمد الزند، ومحافظ الإسكندرية د.هاني المسيرى، كما كان
لمواقع التواصل الاجتماعي أكبر الأثر فى توقف ريهام سعيد وبرنامجها صبايا الخير
لفترة طويلة، وأيضا إيقاف خيرى رمضان وبرنامجه "ممكن" لفترة محددة، وعلى
المستوى العربي أيضا فقد توقف برنامج لمطربة الخليج الولى أحلام بعد إذاعة حلقة
واحدة منه بعد انتفاضة جمهور السوشيال ميديا ضدها وضد برنامجها فخضعت إدارة قناة
دبى للضغط الجماهيرى وأوقفت البرنامج.
وأصبح السؤال الأن إذا
كان للسوشيال ميديا هذا التأثير فلماذا لا يتم ضبطها وما هى صعوبات ذلك؟ ولماذا لا
يستغل المسئولين هذا الإعلام الجديد او البديل فى التأثير على الجمهور، وإذا كان
هذا يتطلب تغييرا فى الفكر ووسائل التعبير عن مضمون ما يريد المسئول توصيله لجمهور
التواصل الاجتماعى، لآنه جمهور منفتح على نفسه وعلى العالم، وهذا يتطلب منا دراسة
إعلام السوشيال ميديا وتأثيره على المجتمع وكيفية التعامل معه باحترافية سواء
بالقانون او باستخدامه، وليس بمواجهته لأنه الوقوف فى وجهه أصبح درب من الخيال،
وهذا ما تتناوله "الديار" فى سياق السطور التالية ..
مواقع التواصل الإجتماعى .. أقامت ثورات .. أسقطت ورؤساء.. عزلت وزراء.. وأوقفت برامج
"مبارك ومرسى" تركا الحكم .. "الزند وصابر والعدوى" فقدوا مناصبهم.. و"ريهام والملكة" فقدوا بريق الشاشة
تخطت شبكات التواصل
الاجتماعى فكرة قضاء وقت فراغ بالنسبة لمستخدميها، بل تطورت حتى أصبحت عين الشارع
على الحكومة والمجتمع المدني والبرامج، ومكنت الشباب من المشاركة فى بعض القرارات
المهمة والمصيرية فى المجتمع وتحولت من وسيلة للترفيه إلى وسيلة ضغط ، فلقد كانت
سببًا فى قيام ثورات، وعزل رؤساء، وإقالة وزراء، ووقف برامج، فقد شهدت الأعوام
الماضية معارك كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية والإعلامية.
#كلنا_خالد_سعيد
هاشتاج كلنا خالد سعيد
كان القضية الأولى التى لعبت فيها وسائل التواصل الاجتماعى دورًا هامًا، كان من
أسباب اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث تم تدشين صفحة على الفيس بوك لإظهار التضامن
معه وتجاوزت الصفحة حاجز الـ4000 آلاف عضو خلال أقل من ساعة واحدة -184000 فى خلال
10 أيام - من نشر الخبر، ما يدل على حالة الغضب الشعبى الذى تصاعد عبر موقع الفيس
بوك احتجاجًا على قتل الشاب خالد محمد سعيد الذى توفى بعد سحله على يد مخبرين بقسم
سيدى جابر.
#تمرد
وبدورها ساهمت وسائل
التواصل الاجتماعى فى نجاح حملة تمرد، حيث تم تدشين صفحات على موقع الفيس بوك
للتعريف بالحملة وأهدافها والمشاركة فيها وتوفير إمكانية توقيع استمارة تمرد
الإلكترونية عبر الإنترنت، وهو الأمر الذى أدى إلى نجاح الحملة وإسقاط الرئيس
المعزول محمد مرسى وقيام ثورة 30 يونيو.
#العدوى_وزير_الصحة
وأيضا دشن شباب
التواصل الاجتماعى صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان "عشان لو جه
ميتفاجئش" وذلك بعد زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق،
لمعهد القلب، واستيائه من الإهمال وسوء الأوضاع هناك.
وبنشر رواد الصفحة صور
لمظاهر الإهمال الطبى بالمستشفيات الحكومية والوحدات الصحية، مطالبين الحكومة
بالتحرك لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، ولاقت الصفحة انتشارًا واسعًا
من قبل الشباب على مواقع الفيس بوك، وطالب النشطاء بإقالة الدكتور عادل العدوى
وزير الصحة وقتها، واستمرت هذه الحملة فى كشف الفساد داخل المستشفيات مما عجل
بالاستغناء عن "العدوى" وزير الصحة فى الحكومة الجديدة.
#إقالة_المسيرى
فى الإسكندرية رحل
المحافظ د.هانى المسيرى بسبب حملة شعبية دشنها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى
بعنوان "إنقاذ الإسكندرية" وهاشتاج #المسيرى_لازم_يمشى، نظرًا للكارثة
التى حدثت فى الإسكندرية وغرق شوارعها وسط غياب كل المسؤولين عن حل هذه الكارثة،
ما أدى الأمر إلى إقالة المحافظ هانى المسيرى.
#ريهام_سعيد
أما ريهام سعيد فكانت
أشهرالمهزومين من السوشيال ميديا، فبعد أن نشرت الإعلامية فى برنامجها صبايا الخير
صور شخصية لسمية طارق، المعروفة إعلاميًا باسم «فتاة المول»، والتى تم التحرش بها
فى أحد المولات التجارية، متهمة الفتاة بالكذب، واختلاق رواية غير صحيحة عن التحرش
بها، وهو الأمر الذى أثار غضب الشارع المصرى وشجع مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى
على تدشين هاشتاج على تويتر بعنوان #موتى_يا_ريهام، نددوا فيه بانتهاك الإعلامية
لحرمة الحياة الخاصة، وطالبوا فيه قناة النهار بوقف البرنامج، كما أطلقوا حملة
أيضًا لمقاطعة منتجات الشركات الراعية لبرنامج صبايا الخير.
مما جعل ريهام ترد بعد
الهجوم العنيف قائلة: «قدمت استقالتى من تليفزيون النهار وبالتوفيق»، بهذه العبارة
القصيرة أعلنت ريهام سعيد، مقدمة برنامج «صبايا الخير» على قناة «النهار»، هزيمتها
أمام الحرب الضروس التى قادها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى (السوشيال ميديا)،
ضدها على مدى يومين.
وبعدها بدأت التهانى
بين جمهور السوشيال ميديا «مبروك يا جماعة بجد مش بهزر، احنا قدرنا نغيّر حاجة،
قدرنا نجيب حق حد، قوتنا فى وحدتنا».. هكذا علق أحد نشطاء «تويتر» على الهاشتاج.
«لم يكن هذا أول
انتصار لمواقع التواصل على بعض من سلبيات المجتمع»، بحسب د.صفوت العالم، أستاذ
الإعلام بجامعة القاهرة، الذى تابع فرحاً: «هذا درس لكل إعلامى يفكر أنه يستطيع أن
يؤثر على الناس بالزيف والخداع وطول اللسان».
# محفوظ_صابر
ومن أبرز ما تسببت فيه
وسائل التواصل الاجتماعى استقالة المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، وذلك
حينما أعلن فى تصريحات تلفزيونية رفضه لتعيين أبناء عمال النظافة فى الهيئات
القضائية، مبررًا موقفه هذا بأن القاضى له شموخه، ويجب أن يكون مستندًا لوسط محترم
ماديًا ومعنويًا، وهو الأمر الذى أثار جنون الشارع المصرى كله، وبدورهم قام نشطاء
مواقع التواصل الاجتماعى بشن حملة هجومية ضد المستشار محفوظ صابر، معلنين عن رفضهم
لتصريحاته العنصرية ومطالبين بإقالته، وكان ذلك سببًا فى قيام صابر بتقديم
استقالته بعد ذلك الهجوم.
#أقيلوا_الزند
وبعد تصريحات نارية
للمستشار أحمد الزند وزير العدل السابق، قال فى لقاء تلفزيونى: "سأحاسب
المخطىء حتى لو كان النبى"، وهو التصريح الذى أثار غضب الشعب المصرى وبدأت
مواقع التواصل الاجتماعى فى الحشد ضده وتدشين هاشتاجًا على موقع التواصل الاجتماعى
تويتر باسم أقيلوا_الزند إلا رسول الله، ثم خرج فى اليوم التالى علينا الزند
ليعتذر عن تصريحه، وأكد أنه لم يكن يقصد ذلك المعنى الذى وصل لأذهان الناس واتهم
الإخوان بأنهم وراء حملات التشويه ضده، وبعد ساعات قليلة أصدر رئيس الوزراء شريف
إسماعيل قرارًا بإعفاء الزند من منصبه وإقالته، تلبية لرغبة وتوجه المصريين.
#أحلام_وخيرى_رمضان
بعد حلقة واحدة من
برنامج "الملكة" الذى تقدمه المطربة الإماراتية أحلام، خضعت قناة دبى
لمطالب المشاهدين، حيث دشن متابعوها هشتاج على مواقع التواصل الاجتماعى طالبوا فيه
بوقف البرنامج، بعد أن وصفوا أداءها بالمتعالى والمغرور، وأنه لا يتفق مع طبيعة
المشاهد الخليجى.
وكانت أحلام نوهت قبل
عرض الحلقة الأولى بإعلانات وصفت بأنها الأكثر استفزازاً فى برامج التوك شو
والاستعراضات على الإطلاق، حيث ظهرت وهى تمثل دور الملكة فى قصر ووراءها حاشية من
شخصيات وخدم وكأنها تقدم فيلما تاريخياً.
تدور فكرة البرنامج عن
تجمع شابات وشباب من دول مختلفة، يتم استدعائهم للاستجواب وفى النهاية يتم اختيار
أربعة أشخاص، ويدخل الباقون على مجلس الملكة "أحلام"، ويقدم كل شخص نفسه
لمحاولة البقاء لكسب صداقة الملكة ورضاها بطريقة بها تذلل وخنوع مما تسبب فى استياء
المشاهدين.
لم يكن أحد يتوقع وقف
البرنامج لما للمطربة أحلام من علاقات واسعة فى الإعلام الخليجى، وسيطرتها التى
وصلت لتسببها فى إقصاء نجم بمكانة راغب علامة من برامج "ام بى سى"
سابقا.
وكاد الإعلامى خيرى
رمضان منذ فترة أن يتعرض لنفس الموقف .. حيث أوقفت قناة "سى بى سى"
برنامجه "ممكن" على خلفية لقائه بتيمور السبكى الذى سب فيه نساء الصعيد
بشكل دفع الجماهير على السوشيال ميديا للتعبير عن سخطهم من البرنامج والقناة ومن
خيرى رمضان .. فتم إيقاف برنامجه لفترة.
ليست هناك تعليقات