إنقاذ عم عبده البقــال !!!!!
إنقاذ عم عبده البقــال !!!!!
بقلم الفنان الساخر: عادل حراز
أجمل رسالة وصلتنى على الفيس بوك من الأستاذ /
طارق الكردى الناقد الفنى الكبير وأستاذ اللغة العربية بالإسكندرية والتى يطالبنى
فيها بأن أتدخل أنا والست أم حودة لإنقاذ "عم عبده البقال" ذلك المصرى
البسيط من مافيا تجار الجملة وهذه رسالته أنقلها لكم كما أرسلها على صفحتى المتواضعة:
(لابد من إنجاز هذا الهدف بأقصى سرعة .. فتح
الله وكارفور ومترو .. قضوا على عم عبده البقال.. والذى لم يعد قادرا على إطعام
اولاده أو شراء البضائع بسعر الجملة .. فتعلو الأسعار .. لأن عم فتح الله وعم
كارفور اللى بيشغلوا الشركات على مزاجهم ومسيطرين على مقدرات السوق والخصومات ..
طب حقولك .. تعرف أن صاحب مترو هو صاحب لاتينو .. تعرف ان فتح الله وكارفور مش
بيحاسبوا الشركات الا بعد ما يطلعوا مكسبهم ويبيعوا البضاعة .. تعرف ان فى شركات
بتدفع مقابل انه بضائعها تعرض فقط فى المكان .. جريمة حصلت واحنا مش حاسين بيها ..
عم عبده اللى كان بيدينا اللى احنا عايزينه لحد ما بابا يقبض .. دلوقتى فرحنا
بعشرة جنيه فرق سعر.. وكيس ملون وبنصرف كل ده فى التاكسى والله العظيم .. طب حقولك
.. تعرف لو أنقذنا عم عبده .. ممكن اسعاره تبقى ارخص لأنه حيشترى كميات .. عارف عم
عبده اللى كان بيأكلنا .. مبقاش لاقى يأكل .. عايز تروح فتح الله ومترو وكارفور ومول
العرب وداندى مول .. روووح .. لكن روح اتفسح .. اشترى اجهزة ماركات ماشى .. لكن عم
عبده بيبيع جبنة وزيتون ..
وزيت وسكر .. الحقوووه قبل ما يموووت .. انا حستعين
برئيس دولة ام حودة ..Adel Harraz
علشان يشوف الست ام حودة بنت البلد الجدعة حتحل المشكلة دى ازاى وتساعدنا بإيه.. حقولك
المرة الجاية .. على سر خطير .. بس ساعد عم عبده الأول) !!!.
الحل فعلا عند عم عبده البقال
ربما يكون عم عبد البقال هو ايضا مشارك فيما حدث
له من افلاس في الفترة الاخيره لانه لم يتطور نفسه حسب مقتضيات السوق.. وفيه بعض
البقالين انساقوا بسرعه الصاروخ نحو اخفاء بعض البضائع لبيعها بسعر اعلى من سعر
السوق وفيه منهم سار في سكة الجشع وفيه البعض الاخر لم يحافظ علي نظاقة محله ولا
اهتم باحضار نوعيه جيده من البضالئع التى يعرضها وزى ما بيقول المثل كده استرخص
البضاعة.
كل ده وارد في الحسابات عندما جلست مع ام حوده
وقررنا دراسة الطريقه المثلي التى تجعلنا ننقذ الباقي من عم عبده البقال , هذا
الرجل الرمز الذى تحمل علي كاهله كثير من ديونا في الماضى وساهم كثيرا في مد معظم
الاسر المصريه بالمواد الغذائيه وبخاصه الاسر المتوسطة الحال او الطبقه الوسطى
للمجتمع, واكاد اجزم انه لا توجد اسرة مصرية متوسطة الحال لم يكن اسمها مدرجا في
دفتر الشكك لدى عم عبد البقال, وأجزم ايضا انه لا توجد اسرة مصرية متوسطة الحال لا
تملك نوته للشكك يذهب بها اى فرد من افراد الاسره ليشترى علي الحساب كل ما تحتاجه
الاسهر من صابون وزيت وسكر وشاى ورز ومكرونه لحين ميسره او لحد اخر الشهر او لحين
ما يتمكن رب الاسره من قبض مرتبه سواء كان المرتب شهريا او كل 15 يوم او كل اسبوع
او كل ثلاثة شهور او كل سرحه اذا كان رب الاسره صيادا وكم صبر كثيرا عم عبده علي
الصيادين لان السارحه رجعت خسرانه والبحر كان عالي والنوة اكلت الغزل والشباك فكان
عم عبده يستمر في مد تلك الاسر بكافة انواع التموين لحين ما ربك يسهللها وييجى
البحر مرة تانيه يحدف خيره علي الصايدين..يعنى عم عبده البقال كان معانا على الحلوة
والمرة.
ليه تركنا عم عبده يغرق؟
وليه تركنا عم عبده يغرق في ديونه وجرينا كلنا
علي مستر كارفور وفتح الله وروحنا نشترى بالجمله علشان نوفر العمله رغم ان عمرهم
لا كارفور ولا فتح الله ما كان عندهم دفتر للشكك ولا حيدى حضرتك نوته علشان تاييد
فيها اللي اخذته !!.
بالعكس ده حاططلك كاميرات مراقبه من اول ما
تدخل برجلك اليمين لحد ما تخرج برجلك الشمال بعد ما تكون دفعت اكثر من نصف مرتبك
او دخلك الشهرى في الزيت والسكر والشامبو والجبنه المثلث والحلاوة اللي بالبندق
واللي بالسودانى واللي بالشيكولاته واللي باللي مش عارف ايه علشان تخلي اللي مش
عارف ايه ىبقي ايه؟.
لما تيجي حضرتك بالليل علشان يبقي اللي مش عارف
ايه محتاج مش عارف ايه؟ مش كده ولا ايه وطبعا المدام حتصر انك لازم تشترى الحلاوة
اللي باللي مش عارف ايه علشان جارتها ام زعبولا قالتلها ان الحلاوة دية بتخلي اللي
مش عارف ايه حاجه مالهاش زى ولا اجدع مش عارف ايه؟ واهم حاجه انه تالخدى بالك من
قوة اللي مش عارف ايه وطبعا لو حضرتك ما جيبتش الحلاوة اللي باللي مش عارف ايه
مراتك حتخلي ليلتك مش عارف ايه !!!.
وهكذا انت وغيرك وغيرك كله حيجرى ويملا العربيه
ام اربع عجلات مش عارف ايه من كل نوع بما فيهم الزيت اللي بيخلي اللي مش عارف ايه
يبقي مش عارف ايه وطبعا كميات البهارات اللي مش عارف ايه كله من عند كارفور وفتح
الله وماتنساش المكرونه اللي باللي مش عارف ايه الجاهزه اللي يادوبك تحطها في
الميه السخنه تاللي بتخلي اللي مش عارف ايه يبقي مش عارف ايه ؟؟!!.
طبعا عم عبده البقال الغلبان لم يطور نفسه
ومعندهوش الحلاوة اللي فيها اللي مش عارف ايه ...؟.
وبعدين المدام خلاص مابقتيش تروح عند عم عبده
البقال لانه كبر وبقي راجل عجوز ومش ماشى علي الموضه واولاده تركوا مهنة البقاله
واتجهوا لمهن اخرى فامفيش قدام المدام والهانم الا انها تروح كارفور والمولات
الكبيره للتباهى امام صديقاتها انها انهارده كانت في المول وجابت تموين للبيت ييجي
بـ 3000 جنيه علشان يادوبك يكفيها نصف الشهر!.
وطبعا نصف اللي جابته مش حتستعمله اصلا ويمكن
تسيبه لحد ما تنتهى صلاحيته ويبقي غير صالح للاستهلاك الادمى . حتى اللى جابته
علشان اللي مش عارف ايه لانه قعدت اسبوعين غضبانه عند امها علشان جوزها حط اللي مش
عارف ايه في التلاجة !!!.
وهو المفروض ان ده الحاجه الوحيده اللي ما
تتاحطش في التلاجه !!! لانه لازم يتاكل طازه !!.
كل ده تبذير وخللخله للاقتصاد المنزلى الذى لو
اعتمد علي بقالة عم عبده حيجيب احتياجاته اليوميه فقط .. بس هي المنظرة الكدابه
لبعض الاسر المصريه واللى عندها عقدة الخواجه حتى لو كان هذا الخواجه هو الحاج فتح
الله !!.
روحى يا حاجة فتح الله وهاتى اللى انتى عايزاه
بس بالراحة وبالرحمة وتذكرى ان ابوكى وجدك ربوكى علي نوته الشكك بتاعة عم عبده
البقال فحاولى برضه تمد ايدك وتنقذى عم عبده البقال لان من فات قديمه تاه !!.

ليست هناك تعليقات