«أردوغان» يخطط للسيطرة على العالم من بوابة «داعش».. ونظام «بشار والأكراد» كابوس يهدد الحلم التركى
ترك موقف تركيا من «غزو داعش» للعراق، ومن قبل نشاطها فى سوريا، أسئلة كثيرة حول أسباب دعم أنقرة لتنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، ومعه «جبهة النصرة»، وكل التنظيمات المتطرفة التى ظهرت مؤخراً على مسرح الأحداث فى سوريا، ومن ثم فى العراق.
محمد هانى عبدالوهاب
قبل أيام، قدّم رئيس بلدية ماردين النائب الكردى أحمد تورك إلى سفير الاتحاد الأوروبى فى تركيا ومجموعة من الصحفيين، فى جلسة عقدت فى ماردين، تقريراً مفصلاً وموثقاً ومدعوماً بالأدلة الدامغة عن تورط النظام التركي بقيادة أردوغان، مع تنظيم داعش، لتحقيق مكاسب خاصة بأحلامه فى إقامة الخلافة العثمانية بالمنطقة، ومن ثم السيطرة على العالم.
فبعد تحول مسار الثورة السورية من سلمية إلى
عسكرية وإلى حرب طائفية قادتها تيارات إسلامية راديكالية سلفية من جانب والنظام من
جانب آخر وكان لابد فى هذه الحالة أن يقوم الشعب الكردى مع الأقليات القومية
والدينية بحماية مناطقهم وشعبهم من هذه الحرب الدموية بعد أن حرروا مناطقهم من
النظام السورى وبدوا ببناء مؤسساتهم الخدمية والتعليمية والاقتصادية وبناء وحدات
حماية من فتيات وشباب من أكراد ومسيحيين وعرب اتخذت مهمة الحماية والدفاع عن جميع
شعوب وأقليات التى تعيش فى المناطق الكردية أمام الهجمات الإرهابية التى تكررت وما
زالت من قبل طرفى الصراع سواء من جانب النظام أو الجماعات الإرهابية، حتى ساد
نوعاً من الأمن والسلم مناطق سيطرة الأكراد وسط حرب مدمرة.
غير أن تركيبة الدولة التركية العدائية لحقوق
الشعب الكردى تاريخياً ولتكوينها الدينى الذى يتفق مع العديد من التنظيمات
الإسلامية الإرهابية لم تقبل ولن تقبل أن يدير الشعب الكردى وبقية الأقليات
الدينية وخاصة المسيحية نفسها بنفسها فى ظل الفوضى التى سادت سوريا، حيث اتهمت
الإدارة الذاتية الديمقراطية التى أسستها مكونات المناطق الكردية من "عرب
وأشور وسريان وتركمان" باتهامات كاذبة، لذلك عمدت وبشكل واضح على دعم بعض المجموعات العنصرية العربية والسلفية
الإرهابية كجبهة النصرة والدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" وفى
شتى المجالات وتقديم السلاح لهذه الجماعات ومعالجة جرحى الجماعات الإرهابية فى
مشافيها وتسهيل حركة مرورهم من وإلى تركيا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حدد فيه الخبراء
العسكريون الأمريكيون فى أربيل، مصدر ذخائر عسكرية عثر عليها بعد قتال بين تنظيم
الدولة الإسلامية (داعش)، وقوات البشمركة الكردية شمال العراق، وأكد الخبراء أن
الأسلحة من تركيا، وتحمل تلك الذخائر علامة تصنيع "شركة الصناعات الكيماوية
والميكانيكية التركية" (MKE).
وبحسب تقرير، نشرته شبكة "سكاى نيوز
عربية"، على موقعها، أشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن الخبراء العسكريين
الأميركيين دهشوا من وجود ذخيرة تركية بأيدى مقاتلى تنظيم الدولة المتطرف، وكيف أن
ذلك سبب حرجا دوليا لتركيا.
وذكرت صحيفة "زمان ديلى" بالإنجليزية
أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما حذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خلال اللقاء
على هامش قمة الناتو فى نيوبورت ببريطانيا من أنه يريد أن يرى تركيا "على نفس
الخط مع الناتو والولايات المتحدة".
وتشير الصحيفة إلى أن المسئولين الأتراك حاولوا
تبرير موقفهم للأمريكيين بأنهم يخشون على "الأمن القومى" التركى، إذا
دخلوا فى مواجهة مع مقاتلى "داعش"، خاصة وأنهم يحتجزون العشرات من
الدبلوماسيين الأتراك من قنصليتهم فى الموصل ويمكن أن يقتلوهم، بينما يحاول
الأتراك إقناع الأمريكيين بأن تلك الذخائر ربما سرقت، أو غنمها مقاتلو داعش من
مناطق سيطروا عليها فى سوريا.
وكان عدد من القادة الأمنيين الأتراك حذروا
أردوغان، رئيس الوزراء وقتها، من خطر دعم تركيا للمتشددين والمتطرفين فى سوريا
بالسلاح وبالسماح بمرور المتطوعين عبر أراضيها، لكن أردوغان تجاهل ذلك، وأقال أغلب
تلك القيادات بعد ذلك.
فيما أشارت صحيفة زمان، إلى أن القيادة التركية
التى كانت تعول على سقوط النظام السورى بسرعة، فتوسعت فى دعم أطياف المعارضة
السورية، وهى قلقة الآن من استمرار نظام بشار الأسد.
كما نقلت قناة تلفزيونية تركية مشاهد يظهر فيها
قطار محمل بالعتاد العسكرى، من بينها الدبابات، والأسلحة التى قيل إنها مرسلة إلى
تنظيم الدولة الإسلامية، تنفيذاً لتعهد الحكومة التركية فى إطلاق سراح 49
دبلوماسياً كان التنظيم أطلق سراحهم منذ بضعة أيام، وبحسب الفيديو، الذى نقله موقع
"24" الإماراتى، فإن القطار المحمل بالعتاد العسكرى متجه إلى منطقة التل
الأبيض، حيث يخوض التنظيم معارك طاحنة ضد الأكراد فى شمال سوريا.
كان تنظيم الدولة الإسلامية خطف 49 دبلوماسياً
تركياً من الموصل فى يونيو الماضى، فى حين أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن
عملية التحرير تمت لقاء صفقة دبلوماسية سياسية، مؤكداً أنه لم يدفع أى مبلغ مالى
مقابل الإفراج عنهم.
كما أظهرت لقطات تم عرضها على الإنترنت قيام
عناصر تابعة لتنظيم الدولة اللا-إسلامية بالدخول إلى الأراضى التركية بحماية
الشرطة المتواجدة على الحدود على بعد بعض الامتار عنهم.
ومن خلال التمعن بمقاطع الفيديو المنشورة التى
تم تصويرها من مسافة بعيدة نسبياً عن الحدود، يظهر فى بادىء الأمر 4 عناصر لتنظيم
داعش وهم يدخلون إلى الأراضى التركية عبر المعابر غير الرسمية، تلك المخصصة
بالغالب للحيوانات على طول سكة الحديد الممتدة على الحدود السورية - التركية،
ويوضح ناشر مقاطع الفيديو أن تلك المشاهد تم تصويرها عند نقطة سوروك التركية
وكوبانى (عين العرب) السورية، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التى يعبر فيها عناصر
من التنظيم الحدود، وحاول عناصر التنظيم، كما بدا فى الفيديو، الوصول إلى تلة
زوراوا التركية تحت أنظار القوات المسلحة التركية.
وفى الوقت الذى تندد فيه تركيا بعمليات داعش
الإرهابية فى سوريا والعراق، تعمل من الباطن لصالح التنظيم.
وكشفت معلومات جديدة نشرتها إحدى الصحف
التركية، أن أنقرة هي أول من مول زعيم داعش أبو بكر البغدادي، واستضافته لديها
قبيل بدء انطلاق جماعته.
وكشف كاتب رأى تركى "رأفت بالى"، عن
معلومات حصل عليها من مصادر إيرانية تؤكد استضافة تركيا لزعيم تنظيم الدولة
الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أبو بكر البغدادى، والتبرع له بمبالغ
كبيرة من المال عام 2008 قبل تأسيس التنظيم.
وأوضحت صحيفة إدينلك ديلى التركية، أن بالى
متخصص فى الصحافة الاستقصائية، وأنه استطاع التوصل لهذه المعلومات خلال زيارته
لإيران فى السادس والعشرين من يونيو الماضى، وأكدت له مصادر غير رسمية بإيران أن
تركيا استضافت البغدادى عام 2008 لفترة، وأن أحد رجال الأعمال الأتراك تبرع له
بمبلغ 150 ألف دولار.
وقالت المصادر الإيرانية: "إن البغدادى
دخل تركيا بصورة قانونية، متنكرًا فى شخصية صحفى، ولكن السلطات التركية كانت تعلم
بدخوله".
وأكدت أن الشخص الذى تبرع للبغدادى بالأموال
رجل مشهور جدا، كما أنه رئيس لإحدى المنظمات الخيرية هناك، ولكن بالى رفض ذكر
الاسم لعدم قدرته على التأكد من المعلومة.
وكشفت الصحيفة عن استمرار عمل وحدات حزب
العدالة والتنمية التركى السرية بسوريا، لمساعدة داعش، حتى بعد التطورات الأخيرة فى
الوضع العراقى.
وأكدت الصحيفة أن حزب أردوغان لم يبذل أى خطوات
لمنع أو تقييد حرية تحركات التنظيم الإرهابى من خلال الحدود السورية التركية، كما
أنها حصلت على معلومات مفادها إعطاء حزب العدالة والتنمية أوامر للضباط المحللين
بتوفير كل وسائل الراحة لأتباع داعش حتى بعد اختطافهم لمجموعة من الأتراك أثناء
سيطرتهم على الموصل.
وقالت المعلومات التى حصلت عليها الصحيفة:
"إن داعش تعبر بكل سهولة بين المحافظات التركية الحدودية مع سوريا"،
فيما أوضحت المصادر الأمنية التى تحدثت لديلى، أن داعش تجرى الكثير من عملياتها
بالمحافظات التركية الحدودية مع سوريا، بينما تكون قوات الأمن التركية على علم
بهذه العمليات دون أن تحرك ساكنًا.
وأضافت الصحيفة، أن: مطارات إسطنبول وغازى عنتاب
وهاتاى، جميعها تعتبر نقط عبور مهمة للإرهابيين القادمين من الخارج، وأن الدولة
كان يمكنها القبض على هؤلاء الإرهابيين إذا أرادت، من خلال الإطلاع على كاميرات
الأمن بهذه المطارات.
وتأكيدًا لما توارد بالصحف التركية ذاتها من
أنباء عن دعم تركيا لداعش، استطاعت الصحيفة التركية التحدث لأحد قادة داعش وبعض
المسلحين بالتنظيم، بعد وصولهم للعاصمة أنقرة لتلقى العلاج بمستشفيات الحكومة
هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الشعب التركى أصيب بالصدمة
بعد تصريح مسلحى «داعش» الذين وجهوا الشكر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا،
لتوفيرهم العلاج لهم فى مستشفيات العاصمة أنقرة الحكومية، بعد إصابتهم باشتباكات
مع الجيش العراقى بالموصل.
وكشفت الصحيفة عن تلقى زعيم إحدى خلايا «داعش»
بسوريا، العلاج من مرض مزمن بالكلى بمستشفيات أنقرة الحكومية، والذى أكد بدوره
للصحيفة أنه وزملاءه من مسلحى داعش تلقوا كثيرا من الدعم من حكومة حزب العدالة
والتنمية التركى منذ بدء الأزمة السورية.
وكشف مقاتلو «داعش» الموجودون بأنقرة، للصحيفة
عن عدد كبير من الصور التى اتخذوها خلال الاشتباكات بسوريا، مع بعض الصور لمدينة
الموصل عقب سيطرتهم عليها، فيما أوضحت الصحيفة أن تواجد هؤلاء المسلحين القادمين
من الموصل بتركيا الآن يثير قلق الكثيرين.
من جانبه، أدلى قائد داعش خلال لقائه بالصحيفة
ببعض التصريحات، مفادها نية التنظيم إنشاء إمارة إسلامية من نهر دجلة العراقى إلى
الأردن، بالإضافة لفلسطين ولبنان، كما أن الشريعة الإسلامية ستكون القانون الأساسى
لهذه الدولة.

تقرير رائع يسلم قلمك أ. محمد هاني
ردحذف